العود الصناعي
منذ قديم الأزل وحتى وقتنا الحالي، لطالما كان بخور العود من أهم الأعراف والتقاليد التي يتم بها استقبال الضيوف وتعطير الأندية، خاصة في منطقتنا العربية 0
يعد خشب العود الصناعي من أكثر أنواع البخور رواجا في منطقتنا العربية، خاصة في منطقة الخليج العربي، وبالأخص في المملكة العربية السعودية، وترجع سر شهرة العود الصناعي وذيوع صيته الى كثرة المتاجر التي تروج له بالسوق، إضافة إلى أسعاره المغيرة والتي تعتبر في متناول الجميع، بالإضافة الى رائحته الجيدة التي ربما تنافس رائحة العود الطبيعي حسب رأي بعض المستهلكين.
تتم عملية تقسيم العود الصناعي حسب طريقة تصنيعه الى نوعين:
1- العود الطبيعي المحسن أو العود الطبيعي الصناعي: الخشب المستخدم في العود الطبيعي المحسن هو خشب عود لكنه غير صالح للتبخير، وهو في الأصل بقايا وقشور خشب العود رديء الجودة، وقليل الدهن، تتم عملية معالجته بعجينة الريسين العطرية لإنتاج صنف يقارب العود الطبيعي، ويعتبر هذا الصنف أفضل العود صناعي جودة، من أشهر أنواعه العود المحسن المروكي
2- العود الصناعي: وهو عود صناعي بحت خشبا ورائحة، والذي يصنع من أخشاب غير عطرية مثل الخشب الأبيض، ثم يخضع للمعالجة بعجينة الريسين والزيوت العطرية، يضم هذا الصنف عدة مسميات تجارية مثل العود المروكي الصناعي، العود الصناعي ذو الدخان الأزرق، وعود الفراشة.
في هذا المقال سوف نتحدث عن واحد من أكثر أنواع البخور رواجا، وهو العود الصناعي، ما هو العود الصناعي؟ كيف يصنع؟ ما مميزاته؟ والعيوب؟
والمزيد في هذه المقالة، فقط تابع معنا عزيزي.
ما هو العود الصناعي؟
هو في الأصل أخشاب عادية أو بيضاء لا رائحة لها، يتم تقطيع الخشب الى كسر صغار، وتشكيلها حسب الرغبة، ثم توضع في قدور كبيرة تحتوي على مادة الريسين المذابة مع زيوت عطرية، مع اشعال النار تحت القدور، والتحريك المستمر لقطع الخشب لضمان التغلغل الكامل لمادة الريسين في المسامات الخشبية، ومن ثم تتم عملية تنشيفه وعرضه للبيع في الأسواق.
تعتمد جودة العود الصناعي الصرف على نوعية عجين الريسين، حسب نوعية خلاصة الخشب التي صنعت منها عجينة الريسين والتي تكتسب رائحته، مثلا هناك عجينة ريسين من خلاصة الكمبودي، أو من خلاصة المروكي، أيضا حسب كمية الدهن التي توافرت في هذا الخشب.
يعتبر العود الصناعي هو الأكثر انتشارا ورواجا، حيث انه أرخص الأنواع سعرا، يمكن الحصول عليه بعدة أشكال وأصناف وروائح، تظل كلها في النهاية أقل جودة من العود المحسن الذي تم تصنيعه من خشب العود منخفض الجودة.
كيف تتم عملية انتاج العود الصناعي؟
1- يصنع العود الصناعي من خلال جلب أي نوع من أنواع الخشب، ثم تقطيعه الى أجزاء صغيرة متساوية في الحجم، ومسامية من أجل تغلغل الريسين
2- تتم عملية نحت القطع الخشبية يدويا في العادة وليس آليا، على يد عمال مهرة في دول مثل ماليزيا وكمبوديا، مقابل مبالغ بسيطة جدا مقابل كل كيلو جرام من الخشب المقطع.
يأتي هذا الخشب بلونه الطبيعي المعروف، والذي يصبح فيما بعد أكثر دكونة، وهذا أمر طبيعي بسبب تشبعه لمادة الريسين الدهنية، بالإضافة الى دهون العود الأصلية التي تضاف له في بعض الأحيان.
ومادة الريسين تستخرج من أشجار العود الرديء، قوام مادة الريسين هو نوعا ما متجمد مثل الفخار، يتم تذويبها في قدور وخلطها مع زيوت عطرية، ثم يتم وضع الخشب في هذه القدور، وتحت درجة حرارة معينة ولمدة معينة، يخرج لنا العود الصناعي بعد تجفيفه، يتم تشكيله وتلوينه حسب الرغبة وعرضه في السوق.
مسميات تجارية:
1- عود الفراشة الصناعي:
عود صناعي نخب أول، يشتهر في منطقة الخليج العربي، يمتاز بثباته الرائع، و رائحه المستكة الخفيفة الفواحة ويضم هذا الصنف عدة درجات، تتغاير جودتها حسب كمية الدهن ودرجة الفوحان.
مصنوع من خشب عود متوسط الجودة مثل المروكي والكلمنتان، خالي تقريبا من الدهن، أشبه ما يكون بالخشب العادي، والذي تتم معالجته بمادة الريسين.
يمكن استخدام بخور عود الفراشة في تطييب المجالس، البيوت، السيارة، المساجد، كما يمكن استخدامه في الأفراح والمناسبات.
مميزات عود الفراشة:
– جميع الكسر مستواها عالي، حجم الكسرة صغير أو متوسط، لكنها مشبعة بالدهن وتعطيك فوحان عالي.
– بطيء الاحتراق، كما أنه يعطي نفس الرائحة من بداية احتراق الكسرة الى نهايتها.
2-بخور العود الاندونيسي الصناعي:
يتصف هذا العود بأنه يأتي بأشكال متبينة تتراوح بين الحجم الكبير والمتوسط، كما أنه ثقيل الوزن، ولا يحترق بسرعة بسبب كمية الدهن التي تشبع بها، ما يضمن استمرار رائحته في البيت والملابس.
تعتبر أندونيسيا البلد المنشأ لهذا النوع من العود خاصة العاصمة جاكرتا ومنطقة منقا دوا، بالإضافة الى تميزها بكونها الدولة الأولى عالميا في انتاج العود الصناعي عامة، والطبيعي المحسن.
3- العود المروكي الصناعي:
وهو عبارة عن أخشاب معالجة بمادة الريسين متوسطة الجودة، يستخدم في المساحات المفتوحة مثل المجالس، مناسب لتغيير رائحة البيوت والأمكنة الواسعة بشكل عام
كيف تفرق بين العود الطبيعي والصناعي؟
1- الرائحة، وهي الفيصل بين الطبيعي والعود الصناعي، رائحة العود الطبيعي تفرق بشكل كبير عن العود الصناعي، يتميز العود الطبيعي باختلاف الرائحة من عود الى اخر بل بين كسرة وأختها،يرجع الأمر الى اختلاف نوعية الشجر، كمية الدهن، في حين أن الصناعي تم معالجة كل القطع بنفس المادة فالنتيجة تشابه الرائحة، كما أن الطبيعي في العادة يمتاز برائحته الطيبة التي تدوم حتى احتراق كل الكسرة، في حين أن العود الصناعي قد تختلف رائحته وتصبح رائحة كاتمة شبيهة برائحة الحرق.
2- الشكل، شكل العود الطبيعي غير متناسق بعكس العود الصناعي وهو متقارب أو متشابه من ناحية الشكل
3- اللمعان داخل الكسرة الذي يتميز به العود الصناعي، والذي يكون نتاج تأثير الزيوت العطرية.
نصائح للحصول على أفضل نتيجة من العود الصناعي:
يوجد العديد من العوامل التي تضمن الحصول على نتائج أفضل وفوحان أقوى، هذه العوامل هي على بساطتها لها دور هائل في اضفاء رائحة أقوى، وضمان احتراق العود الى نهايته لأطول فترة ممكنة، نسردها كما يلي:
1-ينصح بكون الجمر غير شديد الاشتعال، بل توضع كسرة العود على رماد الجمر، للحصول على فترة احتراق بطيئة والاستمتاع بالرائحة الهادئة التي تدوم 0
2-لا ينصح بتقليب الكسرة فوق الجمرة، بل تترك على راحتها لتحترق في هدوء وحتى النهاية 0
3-في حالة كانت الكسرة من ذوات الوجهين، وأحد الوجهين أغنى بدهن العود من الوجه الآخر، في هذه الحالة يوضع الوجه الأقل سوادا والأقل غنى بدهن العود على الفحم، لضمان تزبيد أ طول وأفضل0.
4-إذا كانت كسرة العود من أنواع العود المجوفة، يفضل وضع الوجه المجوف على الفحم.
مميزات العود الصناعي:
1- السعر الرخيص: وهي من أهم مميزات العود بمقارنة بغيره من أنواع العود الطبيعي والمحسن التي ربما يصل سعرها الى مئات آلاف الريالات
2- الرائحة: مع كونه عود صناعي معالج، فان رائحته جيدة وتلاقي استحسان الكثير من الناس
ما هي عيوب العود الصناعي؟
1- المواد الكيميائية: وهي من أهم عيوب العود الصناعي، حيث يخضع العود الى المعالجة بمواد كيميائية لإعطائها لون ورائحة العود الطبيعي نحسب قول بعض الأطباء فان هذه الروائح لها آثار بعيدة المدى سيئة على الجهاز التنفسي والعيون، كما قد يعاني الكثير من الناس من ضيق النفس والكتمة أثر استنشاق رائحة البخور الصناعي
2- الغش: يكثر الغش في العود الصناعي وبيعه للمستهلك على انه عود محسن أو طبيعي، الأمر يحتاج الى حذق وخبرة للكشف عن الفرق بين هذه الأنواع
3- ثبات الرائحة: يظل العود الطبيعي هو عود نضج طبيعيا، لذا تجده متشبع بالراتنج والزيوت العطرية، على عكس الأعواد المستزرعة والمعالجة كيميائية فإنها لم تنضج طبيعيا، هذا بالتأكيد سيؤثر على جودة الرائحة وثباتها 0
* نصيحة مهمة قبل استخدام العود الصناعي:
قد يكون للبخور الصناعي أضرار على الصحة والصدر على المدى البعيد، لما قد يحمله من أدخنة سامة لذا يفضل عدم استخدام العود الصناعي في الأماكن التي يوجد فيها أشخاص يعانون من ضيق في النفس، الحساسية أو الربو، حيث أنها تخضع للمعالجة ببعض المواد الكيميائية ذات الرائحة التي ربما تسبب كتمة لبعض الناس.
هل يوجد فرق بين العود والبخور؟
نعم، اما البخور فتتم معالجتها بالزيوت العطرية والراتنجات، مع الكثير من المواد التي تهدف الى الحصول على أطول فترة احتراق مع أكثر رائحة جذابة، في حين أن العود مستخلص من أشجار العود المعمرة او المستزرعة.
ما هي فوائد العود والبخور؟
تساعد الروائح الطيبة على رفع قدرة العقل على التركيز، كما وتقوم بتنشيطه، وتعمل الروائح الطيبة على تهدئة الانسان وجعله أكثر هدوء وسكينة، بالإضافة الى دورها وخاصة الطبيعي منها على تنقية الجسم ظاهرا وباطنا من الملوثات الخارجية والسموم الداخلية.
هل يمكن أن يحل العود الصناعي محل العود الطبيعي كبديل في متناول اليد؟
كما أسلفنا فان الطبيعي لا يقارن بالصناعي، لأنه أجود بمئات المرات، لكن بعض أنواع العود الصناعي التي تمت معالجتها باحترافية وبمخافة الله، فإنها توفر الرائحة المقبولة مع أقل آثار أو أضرار جانبية
هل يسبب العود الصناعي أمراضا خبيثة؟
بالرجوع الى كلام بعض الأطباء فإن للعود الصناعي وخاصة النوعيات الرديئة منه التي تملأ الأسواق آثارا سيئة على الصحة عامة، وان كانت على المدى البعيد، بعض الأطباء تحدث عن تأثيره الضار على العيون، بسبب الأدخنة الضارة التي تخرج من العود الصناعي وخاصة في أواخر عملية احتراقه، والبعض تحدث عن كونها تسبب تهيجا في الشعب الهوائية وخاصة عند مرضى الحساسية والربو، كل هذا يرجع الى المنكهات والروائح الصناعية التي تدخل في معالجة العود الصناعي، بشكل عام كل ما زاد عن الحد ينقلب بالضد، أي بالإمكان استخدام العود الصناعي لكن بقدر، فالأفضل الوقاية بدلا من العلاج.
يمكن اخذ العود المحسن الطبيعي كبديل لا بأس به، فهو عود عطري طبيعي في الأصل نعم تمت معالجته لكن بقدر أقل.
